الحوار هو مجموعة من الممارسات، التي تقوم على فكرة التقاء الأشخاص من أجل
إيجاد فهم جماعي. وبأبسط تعبير، يعد الحوار أحد صور المحادثة، التي تهدف إلى تعزيز
الفهم والتعلم. لذا، يختلف الحوار اختلافا ملحوظا عن تلك الصورة الأخرى من
المحادثة التي يطلق عليها المناقشة. فنحن نستخدم المناقشة للوصول سريعا إلى وجهة
نظر واحدة، حتى نتمكن من اتخاذ قرار أو إجراء تصرف. أما في الحوار، حيث تكون النية
الأساسية هي نية التعلم، نهتم بشكل أكبر بفهم الرؤى الأخرى، وباستيضاح ما نسعى إلى
إنجازه. وهذه العملية تؤدي إلى تصرفات أكثر فعالية، وقرارات واستراتيجيات أكثر
إبداعا مما سبق.
تسلسل
المحادثة
الحوار
|
المناقشة/ المناظرة
|
رؤية الكل من خلال الأجزاء
|
تجزئة القضايا/ المشكلات إلى أجزاء
|
رؤية العلاقات بين الأجزاء
|
رؤية الفروق بين الأجزاء
|
التحقيق في الافتراضات
|
تبرير الافتراضات/ الدفاع عنها
|
التعلم عن طريق التحقيق والإفصاح
|
الإقناع، والتسويق، والإخبار
|
إيجاد معنى نشترك فيه
|
الحصول على اتفاق على معنى واحد
|
المحاور يقول:
"يا تُري كيف يمكن تجميع هذه القطع لإنشاء كل
واحد".
|
المناقش/ المناظر يقول:
"يا تُري ماهي القطعة، من بين تلك القطع، التي تعتبر
القطعة الصحيحة".
|
في الحوار، يقوم الأشخاص بالآتي:
· يبدون الرغبة في الاستماع إلى ما يقوله كل من
الحاضرين.
· يستمعون بإنصات، خصوصا عندما يختلف أحدهم مع الآخر.
· يسعى كل منهم إلى أن يتعرف على افتراضات الآخر بشأن
المشكلات، عن طريق طرح أسئلة للاستيضاح.
· يتكلمون ببطء، مع فواصل كثيرة من الصمت وسط كلامهم، حيث
يفكرون فيما يسمعونه.
· يحاولون أن يفهموا كيف يمكن إدراج كل هذه الرؤى المختلفة
داخل الصورة الكلية.
|
في المناقشة، يقوم الأشخاص بالآتي:
· يتكلم كل منهم بصوت أعلى من الآخر حتى يتم سماعه، مع
كون الآخرين لا يقولون شيئا على الإطلاق.
· يدافعون عن موقفهم، مع انتقاء أسئلة قليلة، فقط بهدف
تجميع البيانات لإثبات أو تفنيد نقطة معينة.
· يصدرون تعليقات تشتمل على تقييم، أغلبها سلبي، مثل:
"هذا لن ينفع أبدا"، أو "أنت بالتأكيد تمزح!".
· يتحدثون بسرعة، دون أي فواصل من أي نوع؛ و:
· يسعون إلى اتخاذ قرارات سريعة، تسمح بتصرف فوري.
|
نصائح
لممارسة مهارات الحوار
تأجيل
الحكم
|
ممارسة التنفس البطئ حتى تنطلق الأفكار. اجلس بهدوء مدة خمس دقائق، وقم بالتركيز على تنفسك.
لاحظ كل مرة تلفت فيها فكرة ما انتباهك، ثم اترك الفكرة تمضي، وأعد التركيز على
تنفسك.
لاحظ تأثير الأحكام التي تصدرها على إنصاتك، في محادثة واحدة على الأقل، كل يوم.
استخدم خيالك لوضع أحكامك جانبا، أثناء مواصلتك
الإنصات. وفي كل مرة تحاول أن تصدر أحكاما، أوقف الأمر وواصل الإنصات.
|
التعرف على
الافتراضات
|
لاحظ ردود فعلك عندما تواجه شخصا له رأي مخالف لرأيك. اسأل نفسك: "ما هي العدسة التي أنظر من خلالها،
والتي تختلف عن تلك التي يستخدمها الشخص الذي أمامي؟ ما هي الافتراضات
والاعتقادات التي هي وراء كلتا الرؤيتين؟"
لاحظ كيف تؤثر الافتراضات التي لديك، حول أشخاص
معينين، على أشكال المحادثات التي تجريها معهم. جرب افتراضا مختلفا حول شخص معين، مع اعتناق هذا الافتراض عن قصد.
قم بالتحقيق في نماذجك الذهنية، وقم بالتحقيق في تفكير شخص غيرك، ممن يري الأشياء
بصورة مختلفة عنك، عن طريق استخدام "سلم الاستدلال" Ladder of Inference (لمزيد من المعلومات، أنظر الحوار التالي:
اكتشف مرة أخرى القوة التحويلية للمحادثة، بقلم ليندا إلينور و جلينا جيرارد).
|
الإنصات
|
فكر ما هي درجة جودة إنصاتك للآخرين. فعندما يتحدثون، ما هي تلك السلوكيات والأفكار
الداخلية التي تظهر عندك؟
لاحظ متى تنصت بصورة منفتحة، ومتى لا تفعل ذلك. ما هي
المواقف التي تشل قدرتك على الإنصات؟ وما تلك المواقف التي تلهمك أن تنصت.
لاحظ انفعالاتك الشعورية عندما تشعر بنفسك أنها تقاوم
الإنصات إلى شخص معين. وماذا
يحدث عندما لا تقاوم هذا الإنصات؟
استمع إلى المعنى الجماعي، بأن تسأل، خلال اجتماع أو محادثة، هذا السؤال: "إذا كان هناك صوت
واحد يتكلم، ماذا كان سيقول؟".
|
التحقيق
|
حاول أن تكتشف المزيد مما يفكر فيه الشخص الذي أمامك عندما لا تفهم ما يقول، أو تختلف معه. فعلى سبيل
المثال، يمكنك أن تسأل: "ما هي البيانات التي بنيتَ على أساسها هذا
التفكير"، أو "ما هي الأمثلة الأخرى التي دعتك إلى هذا
الاستنتاج؟".
اطرح أسئلة عن تلك العلاقات المحتملة بين الرؤى
المختلفة المتنوعة. فعلى
سبيل المثال، يمكنك أن تسأل: "كيف ترتبط الأفكار المختلفة، حول هذه القضية،
ببعضها البعض؟".
قم بممارسة عملية البقاء في التفكير في المشكلة، بدلا من الإسراع بحل المشكلة، أو الوصول إلى
استنتاج. لاحظ أي شعور بعدم الارتياح ينتابك، عندما تستغرق المجموعة وقتا طويلا
لحل مشكلة معقدة، أو للإجابة على سؤال صعب.
|
التأمل
|
لاحظ ردود فعلك عندما يحل السكوت بأي محادثة. متى تشعر بارتياح إزاء ذلك ومتى لا تشعر بارتياح؟
قم بممارسة التوقف، والتنفس عدة مرات قبل الإجابة على
المشكلة، أو قم بالتحدث بصورة أبطأ. لاحظ أي تغيرات في رد
فعلك.
استخدم تنفسك للانتقال إلى وضع المراقب المحايد،
وانطلاقا من هذا الوضع قم بتجميع المعلومات. فإن تولي دور المراقب يؤدي إلى توسيع نطاق إدراكك.
خصص بعض الدقائق، في نهاية الاجتماع، أو في نهاية محادثة
ثنائية الطرفين، للتأمل في الدروس المستفادة الرئيسية التي تم جمعها – سواء من
ناحية محتويات المحادثة، أو شكل المحادثة الذي تم استخدامه (حوار أم مناقشة أم
غير ذلك).
|
استخدام
الحوار من أجل حل مشكلة أو اتخاذ قرار
|
عندما تواجهك مشكلة عنيدة متكررة، قم بالتحقيق في تلك الملاحظات، والتفسيرات،
والافتراضات، التي لدى الأشخاص حول هذه المشكلة، وكذا تلك الحلول المحتملة التي
قد يقدمونها.
وعندما لا تحصل على النتيجة التي ترغب فيها، فكر في افتراضاتك، وفي التفكير الذي قادك إلى تلك
القرارات والتصرفات المنشئة للنتيجة.
عندما تظهر المشكلات، اعترف بهذه المشكلات، وتعامل معها، قبل أن تتحول إلى أزمات بمعنى الكلمة،
عن طريق المحادثات الدورية، داخل مجموعتك، التي تأخذ شكل: "ماذا يجول
بفكرك؟".
وعندما تحتاج إلى اتخاذ قرار هام يؤثر على العديد من
الأشخاص، عليك أن تعقد حوارا، كي تضمن أنه قد تم الاستماع إلى
كافة الأصوات، وأنه قد تم الاطلاع على ذلك التفكير الذي وراء كل بديل من البدائل
المختلفة. ثم انتقل لاتخاذ القرار.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق